معرض الصقور والصيد- تراث سعودي عريق نحو مستقبل مشرق

المؤلف: خالد السليمان11.16.2025
معرض الصقور والصيد- تراث سعودي عريق نحو مستقبل مشرق

بالأمس، عشت أوقاتاً في غاية الروعة والسعادة بصحبة بعض الأبناء الأعزاء في فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، حيث كانت الجولة بمثابة رحلة ثقافية وترفيهية مبهجة في آن واحد. من الناحية الثقافية، عززت هذه التجربة ارتباطنا الوثيق بتراث عريق يشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية السعودية الأصيلة عبر مر العصور والأجيال. أما من الناحية الترفيهية، فقد كانت الفعاليات الثرية والمتنوعة التي احتضنها المعرض مصدراً لا ينضب من السرور والبهجة الغامرة!

لقد كانت مشاركة بعض الجهات الحكومية المعنية بالأنشطة البرية إيجابية ومثمرة، وشهد جناح الأمن البيئي إقبالاً جماهيرياً لافتاً. كان السؤال الأكثر تداولاً يتمحور حول الحدود الفاصلة بين ممارسات التخييم والتنزه المشروعة والمخالفات التي تستوجب تطبيق عقوبات وغرامات، خاصة مع حالة من الالتباس والغموض التي تكتنف الأنظمة المستحدثة لدى العديد من المتنزهين، مما يستدعي منحهم الوقت الكافي لاستيعابها وفهمها بشكل كامل. وفي معظم الأحيان، كان الجواب الموحد هو أنهم جهة تنفيذية فقط، وكأن المسؤولية تقع على عاتق الجهة التشريعية!

في تقديري الشخصي، أرى أن أفراد جهات حماية البيئة، سواء الأمن البيئي أو «الجوالة»، يبذلون جهوداً مضنية وجبارة في سبيل الحفاظ على البيئة الثمينة والحياة الفطرية الغنية. ومع ذلك، فإن التطبيق الفعلي لهذه الجهود يتطلب المزيد من التوعية الشاملة والمراجعة الدقيقة لقواعد التخييم والتنزه في الأماكن المفتوحة، بالإضافة إلى توحيد التعاريف والمصطلحات ذات الصلة!

علاوة على ذلك، عندما نتأمل في الأهداف النبيلة لإقامة مثل هذه المعارض الحيوية وإحياء الارتباط الوثيق بالصقور، يصبح من الضروري إيجاد الأنشطة والبرامج المناسبة لممارسة هوايات الصيد المسؤولة. على سبيل المثال، يمكن إقامة برامج ومشاريع متخصصة لإنتاج طيور الحبارى والحيوانات البرية المختلفة وإطلاقها في مواسم محددة وأماكن مخصصة، مع السماح بممارسة الصيد بعد الحصول على التراخيص اللازمة التي تحدد أعداد الطرائد المسموح بصيدها. كما يمكن الاستفادة من التجارب الناجحة للدول المجاورة التي قامت بإنتاج وتربية الطيور والحيوانات البرية خصيصاً لممارسة هوايات الصيد المستدامة!

أما القطاع الخاص، فقد كان له حضوراً باهراً ومتميزاً، حيث أتاح للزوار فرصة الاستمتاع بتسوق منتجات النزهات البرية الفريدة والمقتنيات التراثية الأصيلة، بالإضافة إلى مشاهدة المعدات والمركبات المبتكرة التي تتميز بتصميمها العصري وقدراتها المتطورة. كما تواجد المتخصصون في تنظيم الرحلات السياحية البرية، وكان من اللافت إقامة مزاد علني لبيع الصقور التي تم اصطيادها أثناء عبورها في موسم هجرتها السنوي!

باختصار شديد.. لقد وجدت في معرض الصيد والصقور، الذي غص بالزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات، جسراً متيناً يربط بين ماضٍ عريق وحافل بالإنجازات ومستقبل مشرق وواعد، بهدف إبراز الملامح الحضارية المميزة التي تمثل الهوية الأصيلة للإنسان السعودي!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة